عيد الأم....

اليوم هو عيد الام..
كنت صغيرة أسأل أمي ماذا تريدين في عيد الأم فتقول لي بابتسامة هادئة وثقة... الطاعة...وكانت الإجابة ديه "بتخنقني اوي" إيه الأم ديه مش تفرح كده إن حد عايز يجيب لها هدية...
الآن أنا أم منذ 8 سنوات..أعرف سر "الطاعة" التي كانت هدية تمنتها أمي في كل عيد أم على مر السنين...
إنها ليست الطاعة العمياء..
إنها ليست التسليم دون تفكير...
إنها ليست إلغاء شخصية الأبناء والبنات...
إنها راحة القلب...
إنها الهدوء وعدم تطليع الروح بالجدل...
انها الحب والثقة فيها وفيما تقول...
إنها تعب الأم وإرهاقها طول اليوم الذي لا ينتهي بالطاعة ولا بكلمة "حاضر" وانما بإرهاقها في نقاش عقيم لا طائل منه...
إنه انتظار الأم لأبنائها لتفرح بعودتهم فإذا بهم يدخلون المنزل متجهمين ...بطلبات وخيبات أمل غبية من المدرسة لا تقارن بما مرت به هي في يومها سواء أم عاملة أم ربة منزل لترسم على وجهها ابتسامة في انتظار عودتهم للمنزل..
إنها النجاح..الذي تود كل أم أن تأخذ اولادها من أيديهم الصغيرة وتكبر الكفوف الصغيرة في يدها وهي تسير بهم لتصل بهم إليه... إلى النجاح...
إنها بسمة الشكر على أي شيء مطبوخ... حتى لو كان سبانخ...لأنها تطبخها لفوائدها الغذائية لا لشكلها ولا لطعمها...
إنها تصبحي على خير بحضن دافيء حتى لو حرمنا من مشاهدة المسلسل....لنتمكن من الاستيقاظ المبكر في المدرسة....
انها العرفان والتقدير للأسباب الخفية وراء قرارات الأم التي ليس بالضرورة أن تعلنها لنا في كل خطوة...
إنها التقدير لما تفعل...
إنها رغبتنا في أن ترانا أفضل ...
إنها كل شيء إلا ذلك المعنى السلبي الذي صاحبني صغيرة من عيد أم لعيد أم...
إنها الهدية التي أتمناها اليوم من ابني وابنتي...
رحم الله أمي ومن رحل من أمهاتنا...وحفظ من هو منهم بيننا...
كل سنة وأنتم طيبون...وهديتكم ما تحبون...وأولادكم لكم مطيعون...

ليست هناك تعليقات: