ما سمعناه جميعا

كانت مهمة فيها أربعة، اثنين من مكتبي، اثنين من المكتب المركزي باوروبا، احدهم كنا نعرفه وعملنا معه عن قرب سابقا والاخر اتلقى لم اتلق نكن قد رأيناه سابقا، اسمه" لي جورج" لفت انتباهنا الاسم الأول من الشرق الاقصى والثاني الأوروبي.

خلال الرحلة التي امتدت لعدة دول اكتشفنا طبعه الهاديء جدا وقبوله لأي شيء وابتسامته الهادئة وعندما نتحدث عن أسرنا يتحدث بتدفق عن أسرته ولا يتبرم من عبئ الأولاد مثلما نفعل، حكي كم من المرات يوقظه ولده الصغير صباحا ولا يتبرم وأحيانا يذهب لينام بجواره على الأرض ليطمئنه، أو يجعله يدخل في الفراش معه ومع أمه، أو يشهر بجواره رابتا على كتفه ليهدا الصغير دي الست سنوات، بينما كنت وزميلتي نتبرم من هذا ونسخر منه بلطف باعتباره الأب الضعيف، و هو لا يكلف نفسه عناء التفسير أو التبرير بل يكتفي بهذه الابتسامة الهادئة.

ومع لطف طبعه، فقد وجدناه مقدسا لخصوصيته، فلا يأكل معنا أبدا، ولا يشاركنا الرحلات المسائية، ولا يذهب للتسوق معنا، وقدرنا حبه للخصوصية ولم نثقل عليه في هذا.

مع انتهاء المهمة ونحن في طريقنا للمطار إذا بزميلنا الثاني يسأل، "اسمك الأول( لي) وأنت قلت انك كوري فمن أين جاء اسم (جورج)؟؟" أخذ زميلنا نفسا عميقا وبصوت هاديء قال " نعم أنا من كوريا لكني لم ار أهلي الطبيعيين أبدا، ولا أعرف هل هم احياء أم ماذا؟ أود لو اكتشفت هذا في يوم ما، لقد أخذت طفلا رضيعا ابان الحرب الكورية وتبنتني أسرة أمريكية، وأخذت اسم الرجل جورج" الجمتنا المفاجأة وبساطة الرد ولفنا الصمت، أظن اننا جميعا كنا نفكر في أطفالنا والنعمة التي يرفلون فيها. كانت هذه هي أول قصة قبل النوم احكيها لأولادي بعد عودتي.

Fatimah from BlackBerry

ليست هناك تعليقات: