إلى عايدة وسليم،

صدمني السؤال الذي سألتموه لي اليوم على الأفطار:"إنت ليه بتبقي لطيفة معانا الصبح وانت بتصحينا؟؟؟"

ده معناه إن أنا مش لطيفة معاكم دايما؟؟؟صح ما امبارح جاتلي حالة هيجان بعد هيجانكم ولعبكم وضربكم فيه ونزلت تلطيش فيكم وانتم تجروا وانا اجري وراكم(مش بجد بس التلطيش ده) طيب ما إنتم لطشتم وأنا اقولكم كفاية بس وما فيش فايدة...، معلش...هحاول أرد عليكم واوضح لكم بعض الأشياء في هذه المدونة، مش عارفة هتقروها إمتى بس أتمنى انكم لما تقروها تفهموها.

وأنا أكبر كانت لي ملاحظات كثيرة على تربية أبي وأمي لي ولإخوتي، وكنت أناقش أبي، فلم تكن أمي تتناقش، رحمها الله كانت تعمل فقط تعمل طوال الوقت بلا دقيقة لتتناقش،وكان رده الدائم (ده منهجنا في التربية) (اصلنا غيرنا منهجنا في التربية) (اصل حصل تغيير في منهجنا وخطتنا في التربية) (اصل لكم دور معانا في تطبيق منهج لتربية إخوتكم الصغيرين)....فكبرت وأنا اتمنى أن أطبق منهجا خاصا بي في تربية أولادي، ولكن صدقوا أم لا ...لم أجد هذا المنهج الذي كنت تواقة لتطبيقه، واليوم لا أعتقد أن أبي كان يطبق منهجا، ولكن أظنه اتبع عدة مباديء أساسية وحرص على دعم مجموعة كبيرة من السلوكيات سأحدثكم عن كل منها في حينها.

اليوم عندما أصبحت أما، عرفت أن أصعب وظائفي ستكون الأمومة، لقد عملت من السنة الثالثة في الجامعة، ومنذ ذلك وأنا أعمل، هذا أحد المباديء التي حرص جدكم وجدتكم على زرعه فينا، العمل، الاستيقاظ مبكرا، دور على حاجة تعملها، ما تعدش كد، التلفزيون ممنوع طوال الأسبوع ولا يفتح إلا في نهاية الأسبوع، بل وقد أمضينا فترات كثيرة من عمرنا وبيتنا ليس فيه تلفزيون بينما فيه الموسوعة البريطانية وموسوعة المعرفة، وهكذا ، وأجدني عندما اتخذ الأمومة عملا اتعب وأتعبكم معي، وعندما آخذها كما أخذتها جدتي لأبي "حب وعطف وحنان" أبدع وتسعدان أنتما جدا بهذا، ولكن يا أولادي لا استطيع التخلص من فكرة أن كل شيء عمل وله جدول وله أهداف وله خطة...حتى الأمومة....

الأم في دوامة دائمة ولا تملك رفاهية أمومة جدتي طوال الوقت، هي في صراع مستمر بين واجبات العمل والمنزل وواجباتها الإجتماعية واهتماماتها العامة ...إلخ إلخ، وإن كانت هناك أم وجدت السلام النفسي بين كل هذا فأنا أغبطها، عندما عرفت أني مسافرة يا سليم قلت لي "عندما أكبر سوف أوفق جميع سفرياتي مع إجازة أولادي كي آخذهم معي" ليت دنيتي كانت بهذه البساطة يا ولدي. هذه الدوامة التي تقع فيها الأم العاملة/أو دعني أقول الأم العصرية، تجعل لديها جدول أعمال فيما يتعلق بالأمومة، ترتيب المنزل، الطعام، الملابس، الكل يدخل فيما يشبه المعسكر لينجز....لينهي ما علينا، أما تلك اللحظات التي أنا أكيدة أن أبي كان يجدها مع جدتي ووجدتها أنا كحفيدة معها من هدووء وتدليع ووووفهي قليلة عند الأم العاملة، هي لحظات الإستيقاظ الصباحي وحدوتة قبل النوم التي نحرص عليها يوميا والإجازات التي نقضيها معا، وغير ذلك القليل، أما السياق الأساسي للحياة فهو عند أمكم خلية نعمل فيها جميعا، هل تعلم أنكم بعد نومكم البارحة، قمت بتجليد الدفعة الثانية من كتب المدرسة، وخياطة بعض ملابس المدرسة لكما، ثم تحضير مستلزمات الإفطار وأكل المدرسة، عندما آويت لفراشي كان منتصف الليل قد حل، وها هي أمك في السادسة توقظكم لتذهب للمدرسة وبعد هذا بقليل ستتوجه هي لعملها...وهكذا كل يوم يا ولدي ويا ابنتي، هذا يجعلني "مش لطيفة دايما" يجعلني أغلب الوقت "متوترة" "أحسن حاجة تقع مني".

بس أنا نفسي اقدر ابقى لطيفة معاكم دايما، عشان الكلمة اللي أبويا قالها عن جدتي"لم تعاقبنا أمي قط" حفرت في وجداني وتمنيت أكثر من أي شيء أن أكون أما كجدتي، ومع هذا لم يمككني ذلك، على الأقل الآن وأنا عرف أن هذا إحتياج لكما، سأحاول، سأحاول أن أزيد حضور جدتي في حياتكم قدر استطاعتي، ويسعدني انكم مهما حدث تعبرون عن رأيكم وعن ما تظنونة عنا وعن"منهجنا" وحياتنا ونمطنا في التربية. وفي كل الأحوال يا سليم وعايدة أنا أكيدة أنه رغم كل شي تعلمون جوة قلوبكم كم أحبكم وكم اريدكم مؤمنين، آمنين، ناجحين، سعداء بما يعطيكم الله، وكما تعلمتم في ورشة عدلي رزق الله "المهم اللي قلبك بيقوله...ده هو الحقيقي...لو قلبك قال لك الأسد صوته حلو يبقى صوته حلو" طالما قلبك بيقولك أمك حتى لو بتزعق بتحبك يبقى ديه الحقيقة...الحقيقة التي سنتركها لكما دائما...حبنا لكم.

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

لا تنزعجى دكتورة فاطمة فرسالتك ان لم تصل اليوم ستصل غدا او بعد غد
بالرغم من صغر سنى الا انى مررت بتجربة علمتنى انه ليس الاهم ان نهتم بان نرضى الابناء بنسبة ١٠٠٪ ولكن الاهم ان نغرس فيهم القيم التى سترضيهم باقى عمرهم
فوالدى كان دائم تعنيفى و عقابى وكنت اشكوه لاخوالى بانه (مش حنين) وكان رد اخوالى لما تكبر هتحس وبالفعل هذا ما حدث فعندما تعاملت مع جبروت الدنيا و عنفوانها وجدت ان ابى كان يبذل قصارى جهده ليوفر لنا الدفء والحنان بل زادت ردت فعلى بانى بدأت اتفاخر بحنية ابى معنا التى لم اكن افهمها فقد ذهب سخطى و ظلت قيم ابى التى رسخها داخلنا
ادام الله عليك حب ابنائك و حنان اجدادك
كل عام وانت بخير

فاطمة ...أم سليم يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
فاطمة ...أم سليم يقول...

ما أجمل تعليقك ما اروعه وأصدقة شكرا لك ولاهتمامك

CAPT ABDULRAHMAN SELEEM AL AWWA يقول...

السؤال برىء وردك الحقيقه غلط
السياره الصبح بتبقى بارده
واخر اليوم مع نهاية المشاوبر يبقى حرارتها فوق الغليان لكن بعد ان تستقر فى
الكاراج وبدون اى تدخل انسانى الصبح تجديها بارده وهاديه
هذا جماد
فما بالك بالروح ؟؟
عجبى