تحية إلى تيار البناء...أهل مصر مش أهل كايرو...

يستيقظون في الصباح، يصلون، إما صلاة المسلمين، أو بعقد اليدين وتمتمة بعض الصلوات المسيحية، ينشغلون بتجهيز أولادهم للمدارس، ينزل الأولاد ، ثم ينزل بعد قليل الكبار، أو ينزلون معا، يوصلون الأولاد للمدارس و يتوجهون هم إلى العمل، إما في سيارة أو في مكروباص أو في أوتوبيس الرحاب، وهكذا تعصرهم الطرقات الصباحية، مدرسين، محامين، قضاة، موظفين عاديين، موظفيين كبار، يعملون، يتعاملون مع مديرين ومع مرؤوسين، مع أوراق وأقلام مع وارد وصادر، مع مواطنين، سعداء أحيانا وغالبا غاضبين، ينتهي اليوم ويعود الجميع للبيوت هلكانين، مثقلين، منتظرين لحظة الدخول إلى المنزل، يدخلون مع الصغار أو بعد الصغار وتبدأ حملة الكفاح المسائية، غداء فمذاكرة، وأخيرا عشاء فنوم....ويسود السكون...إلا من صوت المروحة التي بجوار فراش الكبار، بينما الصغار غير عابئين بالحر ...وهكذا كل يوم، طوبة على طوبة...ويكتمل البناء...يكبر الصغار..ويرتاح الكبار...وتكبر مصر بهم ومعهم.

تيار البناء هذا غير منشغل بما يغرقنا به الفلاسفة من طلبات تتجاهل ما قال به ووافق عليه تيار البناء، تيار البناء يعمل في صمت، يوم نادته مصر بصوت شبابها النداء التي اهتزت له القلوب "إنزل" نزل غير عابيء بأي شيء لأنه شاهد الهدم لسنوات، وقد خلقه الله للبناء، نزلوا يودعون صغارهم رجال ونساء وهم لا يدرون أيعودون أم لا، نزلوا ينادون بالبناء، نزلوا يحافظون على ما بنوا في لجان شعبية، وعندما تحقق ما يراه تيار البناء نصرا كبيرا عادوا للبناء، مرة اخري توجهوا عن بكرة أبيهم إلي صناديق الإنتخاب لقول كلمتهم، وصوتوا مع البناء...ثم عادوا للبناء مرة أخري...رغم كل المخاطر وأهمها الأمنية لم يعبؤوا ولن يعبؤوا لأن هؤلاء وأجدادهم هم من بنوا مصر... هؤلاء هم من شيدوا حضارة كبري هي الحضارة الفرعونية ثم الاسلامية ثم ...ثم..ثم...غير عابئين بكهنة آمون، غير عابئين بمذهب الفاطميين، غيرعابئين بعجمية الأتراك...طوال تاريخهم في الجذر والجذع يبنون فقط،وعندما ضاقت الدنيا ببعضهم ذهب يبني في بلاد اخري أما من بقى من أولادهم هنا فسيبنون مثلهم...

هناك تيار آخر الا وهو تيار التفلسف، يغار "موت" من تيار البناء، وكلما بنى تيار البناء مبنى قام عليه تيار التفلسف بالمعول يريد هدمه وردمه، فتيار البناء يريد الجيش، درعه وحصنه، تيار الفلسفة يريد مجلس رئاسي، تيار البناء يريد انتخابات ودولة ديمقراطية، وتيار التفلسف يريد تأجيل الإنتخابات ويريد تسمية رئيس المجلس العسكري رئيسا، تيار البناء يريد رئيسا مدنيا وتيار المتلفسفين يريد مجموعة متفلسفة يحكمون مصر، المهم ان تيار المتفلسفين سيطر على الإعلام وسيطر على المنابر المدنية في أغلبها وترك لتيار البناء منابر محدودة، صوته فيها ضعيف هذا إن كان له صوت أصلا لأنه منشغل بالعمل وليس بالهنبكة، منشغل بعياله وأهله وبالتعليم وبالصحة، شغلاه أشياء هامة مش أشياء شكلية، ويبدوا أن تيار البناء لابد أن يضع قدميه على الأرض بقوة حتى تقوم الدولة والبلد الذي يريد وليس البلد الذي يتصوره تيار التفلسف.

هذه دعوة للجميع للانضمام لتيار البناء لتيار المصريين في عامتهم، وليس في صفوتهم، دعوة لتجاهل تيار المتفلسفين الذي يخرج لنا كل يوم بدعوة للهدم، تيار التفلسف الذي يشعر انه افضل، لأنه يرطن بالإنجليزية ولأنه تعلم في الخارج ولأنه ركب الأوتوبيس في اوروبا وأخرج من حقيبته الجلدية أو الرياضية قصة لباولو كويليو قرأ كلماتها ولم يفهمها، فهم اللغة ولم يفهم المغزي، ولأنه خرج مع اصدقائه وأخذ "درينك" في "كافيه" بينما التيار الرئيس تيار البناء ما يعرفش غير نجيب محفوظ ويقرأ إحسان عبد القدوس على استحياء ولما بيشوف بنته بتقرأ روايات عبير بيديها بالقلم على وشها، ولما بيتأخر ابنه بيستناه ورا الباب وببيبهدله، ولما بيخرج يا إما بيروح لأهله، او يزوغ من مراته ويقعد على القهوة مع صحابه يلعب دومنو ويشرب شيشة.

تيار البناء هو تيار مصر يا جماعة، هو تيارنا نحن، تيار عم محمد سواق التاكسي وولده زيزو، والاستاذ محمود موظف الشهر العقاري، والأستاذه نيفين المحامية بالشؤون القانونية لمصر للطيران، وابله هناء مدرسة اللغة العربية التي تقول أن حرف الالف عسكري واقف مضبوط، ومدرسة الحساب مس سلوي التي تقول الواحد واقف مضبوط والاتنين بتبص عليه والثلاثة ثلاث سنات والاربعة سنة وسنة والخمسة كعكة بسكر، والاستاذة منى المذيعة التي تدافع عن قضايا المرأة، تيار الشيخ مصطفى أستاذ القرآن، والقس يعقوب الذي يقول "أحبوا مصر..." هو تيارنا نحن... جميعا....تحية لكم.

ليست هناك تعليقات: