المسيحيين.......

إشمعنا أنا محدش قالي….

منها لله مدرسة العربي…

وكمان مدرس الدين…

خبوا عليا الموضوع المهم جدا ده…

إزاي محدش قالي إن المسحيين هيخشوا النار….

سايبني لحد ما بقى عندي أربعين سنة من غير المعلومة الخطيرة ديه…

فجأة بعد حادثة نجا حمادي (نجع حمادي) التي كانت أمي رحمها الله تقول إنها في جمال ونظافة "جنيف"، كلما فتتحت جريدة..سميها أنت المصري اليوم… الشروق… الدستور …إلخ إلخ أجد الكاتب وقد إنبرى مسجلا ذكرياته في المدرسة حول مدرسات اللغة العربية والدين وكيف أن جام غضبهم الإجتماعي وإحباطهم السياسي ويأسهم العاطفي انصب دوما وابدا على اخوانا المسيحيين وكيف أنهم جميعا استقوا معلوماتهم من مدرسة واحدة تفتي بأن أهل المسيحية هم وقود جهنم….

هل هذا معقول يا جماعة…أليس فيكم رجل رشيد…لقد تعلمت وإخوتي الخمسة في مدارس الحكومة ولم نسمع مثل هذا اللغو إطلاقا لا في حصص الدين ولا في غيره، كنا نذهب لحصص دين إسلامي ويذهب الإخوة الأقباط لحصص أخري ولم نسمع هذا مطلقا بل ولم يُطرح اطلاقا طوال سنين دراستنا، ولا أعتقد أن ذلك كان خوفا من التسجيلات الموجودة ببيت رئيس الجمهورية الواقع خلف المدرسة، ولكن ببساطة لأنه أمر لا يتصور قوله ولا التفكير فيه.

زخم الفتن الطائفية ظهر لنا بعد ذلك مع بدء الدراسة الجامعية عندما كنا نكلم زميلات أو زملاء فتجد من يهمس في أاذنك خلي بالك ده مسيحي، ولكن هؤلاء الهامسين كانوا قلة قليلية جدا.

إذاكنا سنفكر بالحق وبالعدل فأقول وأزعم أن نفس من أفتي بتأثيم منكر وجوب بناء الجدار العازل مع غزة هو نفسه الذي فتى بأن المسيحيين هيروحو النار.

ونفس الذي دفن محمد الطيار العائد من الولايات المتحده في غياهب السجن بتهمة صدور حكم غيابي عليه بالإتجار في المخدرات، ليتضح بعد قضاؤه مدة العقوبة أنه بريء وأن المتهم الآخر يقضي عقوبة أخرى في سجن آخر[i] هو نفسه من لم يهتم بوضع الحراسة على الكنيسة إبان القداس في بلد عرف فيه إحتقان ليس بالبعيد نتيجة حادثة الإغتصاب الشهيرة لفتاة في الثانية عشر من العمر.

نفس من لا يفكر في مد المياه والصرف والكهرباء لقرى مازالت تٌنار بأساليب العصور الوسطى هو ذاته من لم يستطع التأثير على ثقافات وعادات ثأرية ينتقدها العقلاء، واسمع هذا النقد منذ شببت عن الطوق، ومع هذا لا يتخذ إجراء مرتب أو منظم أو منهجي بعيدا عن حفلات القبلات والكفن المحمول في يد طالب العفو.

ليس هناك فائدة من التناولات العصبية أو الأمنية لهذا الملف، ليس هناك فائدة أيضا من مطالبات فئوية لا تنعكس فوائدها على مجموع الشعب المصري، النفق مظلم ومسدود في كلا الطريقين.

لابد من تناول الأفكار التي تتبنى وجود مجلس حكماء أو مجلس عقلاء لتحديد مصير هذه الأمة بالجدية المطلوبة لابد من تخلى الحركات الإصلاحية أو المطالبة بالإصلاح عن أنانيتها، ولابد للجميع من التنازل عن الإحساس العال بالذات وعن الطموح الشخصي لصالح هذا البلد، نريد تحديد أولويات بلدنا وأهلنا وأجيالنا القادمة، كيف يمكن تصور حل ملف الأزمة الطائفية بعيدا عن حل ملف فتنة التعليم، أو كارثة المواصلات العامة، أو الخلل القيمي والأخلاقي لدى الشعب، الدائرة واحدة نخرج من حفرة لنقع في هوة…هذا المجلس عوضا عن توليه وضع خطة وطنية للإنقاذ لابد من تنظيمه كذلك للموارد التي تذهب هباء في كل صعيد وفي كل هيئة وفي كل جمعية وابسطها ركوب موظفي الدولة من مال الدولة ومن مال الشعب سيارات BMW فقط سعر أحد عجلاتها 2500 جنيه مصري للواحد.

بديل الحل السابق إما في حلول عنيفة لا أتصور أن يتحملها شعبنا المسالم أو في إستمرار الوضع على ما هو عليه لنتحول ليمن أخرى أو أفغانستان جديدة.

نريد أن نضع أيدينا على كتف ما….ونسير…هل هذا ممكن؟؟؟




[i] (راجع الأهرام " أول أسبوع في يناير" والأستاذ فهمي هويدي في الشروق "مأساة أن تكون مواطنا عاديا")

ليست هناك تعليقات: