أمي...


زرتني اليوم لأول مرة غير لائمة سعيدة ومبتسمة، في ثوبك الأخضر ذي الوردات السوداء الصغيرة وقلت لي انك دفعت كثيرا لارتداء هذا الثوب وكنت سعيدة.

 أنها عشية العيد، وترهبني دوما زيارتك لأنك دوما تعاتبين ولا أعرف لهذا العتاب صرفا، لأول مرة تحبيني في زيارتك هذا الحب الذي عشت تواقة له، وسعدت بنضارة وجهك والحمرة التي أحبها التي كسته، أدركت من هذه الزيارة انك وحشتيني جدا وان هذا شوق لا حل له، سوف يصاحبني ويسكنني ما حييت.

 ردت  إلي زيارتك شوقي لكثيرين ننا وفرة جدو سليم عمتو زيزي.... عساكم يا أمي معا عساك مع امك وأبيك تروين بعض شوقك الذي طال لهم خاصة لأمك التي غادرتك وأنت في السادسة.

ردت إلي زيارتك ذكري أنانيتي وأخوتي عندما قررت ان تكملي ما بدأت من مشوار علمي توقفت عنه مرارا لظروف حل وترحال أبي السياسية ومع هذا لم تجدي منا ما كان يجب من مثلنا بل تذمرنا لعدم وجود طعامنا الساخن يوميا عساك سامحتني يإ ست الكل عساك غفرت لنا حماقتنا التي أكيد سندفع أثمانها مع أولادنا اليوم، أمي يا معلمتي الأولي يا من ولدت لأب معلم وأم معلمة، ليت لي ما كان لديك من صبر المعلم ويقينه في من يعلم...ليت لأولادي أما مثل ما كان لدي....

 إتعلمين أن أبي مازال يدعوا. لك في كل صلاة كما يدعو لوالديه وانه عندما يلفظ اسمك لا يلفظ اسم من غادر وإنما اسم من هو باق لم يغادره يوما. كنت أودك معي في محني قبل فرحي، كل مالم اتعلمه منك يا ليتني تعلمته....

 أمي يأمن أورثت بناتك قبل صبيانك القوة العارمة، اطمئني ما زالت بذرة اليقين التي زرعت تنموا وتقوى ولغير وجه الحق تبارك وتعالي لن تنحني جباه أي منا سواء القريب. أم البعيد...

أمي إن أنسي فلا أنسي جلدك في مرضك وجلدك في مرض أخي ولا أنسي ما حييت ضربك للص وللمتحرش وصراخك في الكاذب بلا خوف ولا هوادة، لا انسي  رسوماتك وحمامك في بلكون المنزل وطيورك علي سطحه، والقطط التي رمحت كما شاءت في منزلك...إن أنسي فلا أنسي منزلك حتي وان لم يعد قائما علي عمدانه....نحن نحمل هذا في داخلنا نرحل ونقيم بالذكري...كل منا هو جزء منك يسبر علي قدمين...

أمي يا امرأة ليست كالنساء... يا زوجة لا كالزوجات...يا أما لا كالامهات....شكرا علي زيارتك شكرا شكرا....

Fatimah M S EL-Awa
From BlackBerry

هناك 3 تعليقات:

L.G. يقول...

سبحان الله يلطف حياتنا الواقعية بعالم الرؤيا ففيه تتلاقي الأرواح المشتاقة فتهدأ النفس قليلا
نعمت باحلام جميلة تسر حاضرك وواقعك اليومي
رحمة الله على والدتك ونحسب أنها في مكان أفضل كثيرا
تحياتي وعيد سعيد

فاطمة ...أم سليم يقول...

ل جي اين اختفيت؟؟ وارتك تفاصيل الايام، اتمنى ان يكون كل شيء على ما يرام، حفظك الله ومن تحبين
hl sgdl

Mohannad يقول...

الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيّب الأعراق