أبي....

عرفته في الأربعين...
منذ ذاك الحين...
مضي من الأعوام ما يزيد على العشرين...
اليوم سمعته يخاطبنا نحن أحبابه أجمعين...
بلسان عربي طلق لا يعرف لحن الملحنين...
كانت عباراته لأرواحنا كما الموسيقى للعاشقين...
كنا كمن حللنا مضارب العرب الأولين...
لغة جزلة...لطيفة...محببة للسامعين...
ها هو المربي...الحاني على قوته...
يستقبل في مجمع الخالدين...
ولا يفوته في لحظة التكريم تلك...
ذكر كل الغائبين...
قالت أمنا من سنين...
كل من عرفه أدرك...
أن هذا الرجل من معدن غال...
ثمين...
وأن مآله لا محالة...
ليس كالرجال الآخرين...
هو أبي الذي راقبني وإخوتي مراقبة المحبين...
ولم يفتأ يقول لنا ما يراه حقا...
ولو كان لأولاده...
من أشد الناقدين...
هو ليس لنا من الآباء المعاتبين....
إلا بنظرة صامتة...تثقل قلوب المذنبين...
هو أبي الذي أعلم مثل اليقين...
أنه على تغيير هذه الدنيا من القادرين...
وأن قلمه في يده...
سيف للحق مبين...
وأن الدين والوطن...
عنده...
فوق وعود الواعدين...
أو ترهيب المرهبين...
أبي اليوم في مجمع الخالدين...
منازل ينزلها له رب العالمين...
جزاء لمن أوفى بالعهد وكان من المخلصين...

ليست هناك تعليقات: